دخولها كخروجها. والثاني: أن يكون تمنيًا، وهذا عندي حسن، وكذا قال في شرح شواهد "سيبويه" إن الهمزة للتقرير.
وعندي نسختان جليلتان من "كتاب سيبويه" وفيهما: كذا: "ألا طعان ولا فرسان" بواو العطف، وكذا رأيته في شروح شواهده، وفي شروح شواهد "الجمل الزجَّاجية" وهي أكثر من عشرة شروح، ولم أر:"ألا طعان ألا فرسان" بتكرير "ألا" إّلا في نسخ "المغني" وشروحه. قال الأعلم في شرح أبيات "الجمل": ولا فرسان معطوف على: ألا طعان، وخبر ألا محذوف وتقديره: ألا طعان لكم، ولا فرسان فيكم. والطعان: مصدر طاعن بالرمح، وفرسان: جمع فارس. وقال اللخمي: عادية: نعت للفرسان على اللفظ، ومن روى بالرفع كانت نعتًا على الموضع. انتهى.
وأجاز غيره في نصبه أن يكون حالًا، وفي رفعه أن يكون خبرًا، قال الخفاف: روي "عادية" بالعين غير المعجمة، وبالغين المعجمة، فمن رواه بغير معجمة، احتمل وجهين، أحدهما: أن يكون من العدو الذي هو شدة الجري، فكأنه قال: ألا فرسان عندكم تسرع إلى الغارات والحرب. ويحتمل أن يكون من العدوان الذي هو عبارة عن الظلم، لأنهم كانوا يفخرون بالظلم لأن ذلك مما يدل على العزّ، فنفى عنهم ذلك، أي: لا فرسان عندكم تقدر على ظلم أحد، ويكون في المعنى مثل قول الآخر:
قبيِّلة لا يخفرون بذمَّة ... ولا يظلمون الناس حبَّة خردل
ومن رواه بغين معجمة، كان معناه من الغدوِّ، أي: ليس عندكم فرسان تبكر للغارات. انتهى.
قال النحاس: وعند أبي الحسن الأول هو الأحسن، لأن العادية تكون بالغداة وغيرها، وكذا قال اللخَّميُّ.