للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: إلا تجشؤكم. قال اللخمي: نصب على الاستثناء المنقطع، ويجوز رفعه على البدل من موضع "ألا طعان" على مذهب بني تميم. انتهى. واقتصر عليه ابن السيد فقال: وتجشؤكم مرفوع على البدل من موضع "ألا طعان ولا فرسان". والتجشؤ: خروج صوت من الفم ينشأ من امتلاء المعدة، مصدر تجشأ، والاسم: الجشاءة، بضم الجيم وفتح الشين، ويقال الجشاء أيضًا كالسعال والعطاس. قال اللخمي والخفاف: ويروي: "تحشؤكم" بالحاء المهملة، مأخوذ من المحشاء، وهو الكساء الغليظ الذي يشتمل به، فمعناه على هذا: أنكم تشبعون وتلتفون في الأكسية، وتنامون عند التنانير. انتهى. والمحشاء على وزن مفعال، والجمع: المحاشئ بالهمز على مفاعل. والتنانير: جمع تنُّور، وهو ما يخبز فيه الخبز. وقال الخفاف: التنور هنا: وعاء يطبخ فيه الطعام، ويكون في غير هذا الموضع: وجه الأرض، وقد فسِّر به قوله تعالى: (وَفَارَ التَّنُّورُ) [هود/ ٤٠]. انتهى. قال اللخمي: جعلهم أهل أكل وشرب لا أهل غارة وحرب، يقول: ألا خيل تعدون بها على الأقران، ولا طعان لكم في نحور الشجعان إّلا الأكل والجشاء عند التنانير، فليس لكم رغبة في طلب المعالي، وإنما فعلكم فعل البهائم، كما قال الآخر:

إنِّي رأيت من المكارم حسبكم ... أن تلبسوا حرَّ الثِّياب وتشبعوا

وإذا تذوكرت المكارم مرَّة ... في مجلس أنتم به فتقَّنعوا

وكما قال الحطيئة.

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنَّك أنت الطَّاعم الكاسي

<<  <  ج: ص:  >  >>