ناقص، مضارع بات، اسمها ضمير المحصلة. وجملة "ترجل لمتي" في بيت بعده: خبرها، وفيه عيب التضمين، وهو توقف بيت على آخر. وقال ابن الملا: وروى الأزهري: "تبيت" على أنه بضم أوله، من أبات، أي: تجعل لي بيتًا، أي: امرأة بنكاح، وعليه فلا تضمين.
أقول: هذا غير موجود في "تهذيب اللغة" للأزهري، ولا في غيره من كتب اللغة. وزعم الأعلم والنحاس: أنه فعل تام، كما نقلناه، قال السيوطي، وتبعه ابن الملا: يرد قول الأعلم قول الأزهري: إن هذا البيت لأعرابي أراد أن يتزوج امرأة بمتعة. انتهى.
أقول: ليس في "تهذيب الأزهري" شيء من هذا، وإنما قال: الحاصل: ما خلص من الفضة من حجارة المعدن، ويقال للذي يخلصه، محصل، وأنشد البيت، ولم يذكر قائله، ولا شيئًا يتعلق به. ونقل العيني عن ابن هشام اللخمي أنه قال في "شرح أبيات الجمل": هو "تبيث" بثاء مثلثة، والعرب تقول: بثت الشيء بوثًا. وبثته بيثًا: إذا استخرجته، فأراد: امرأة تعينه على استخراج الذهب، وتحصيله من تراب المعدن. انتهى.
وأقول: لم يقع هذا البيت في الجمل ولم أر له كلامًا يتعلق بهذا البيت في ذلك الكتاب، وإنما قال هذا الكلام الباهلي في كتاب "معاني الشعر" ونسب المصنف هذا القول، في شرح أبيات المصنف، إلى السيرافي، وتبعه السيوطي. وأقول: لم يتكلم السيرافي على شيء من هذا البيت، وإنما قال: ويروى: "مخلِّصة". ولم يزد على هذا شيئًا.