للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأورد ابن بري وغيره بعد هذا البيت بيتًا آخر، وهو:

ترجِّل جمَّتي وتقمُّ بيتي ... وأعطيها الإتاوة أن رضيت

وهو استئناف بياني، كأنه قيل له: ما تصنع لك؟ فأجاب به. والترجيل: تسريح الشعر والجملة، بضم الجيم، وتشديد الميم: مجتمع شعر الرأس: وروي بدله "لمّتي" واللمة بالكسر: الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن، وقم البيت. قمًّا، من باب قتل: كنسه، والقمامة، بالضم: الزبالة التي تكنس من البيت. والإتاوة، بالكسر، قال الأزهري: هي الخراج، وأنشد الأصمعي:

أفي كلِّ أسواق العراق إتاوة ... وفي كلِّ ما باع امرؤ مكس درهم

انتهى. فيكون المراد بالخراج هنا: كسوتها، ونفقتها. وينبغي أن يقرأ قوله: أن رضيت، بفتح الهمزة، أي: لرضاي عنها.

وقال السيوطي: قال الزمخشري في "شرح أبيات الكتاب": البيت الشاهد من قصيدة طويلة لعمرو بن قعاس المرادي أولها:

ألا يا بيت بالعلياء بيت ... ولولا حبُّ أهلك ما أتيت

ألا يا بيت أهلك أوعدوني ... كأنِّي كلَّ ذنبهم جنيت

ألا بكر العواذل فاستميت ... وهل من راشد إمّا غويت

إذا ما فاتني لحم غريض ... ضربت ذراع بكري فاشتويت

وكنت متى أرى رقًا مريضا ... يصاح على جنازته بكيت

<<  <  ج: ص:  >  >>