ترجِّل جمَّتي وتقمُّ بيتي ... وأعطيها الإتاوة أن رضيت
وهو استئناف بياني، كأنه قيل له: ما تصنع لك؟ فأجاب به. والترجيل: تسريح الشعر والجملة، بضم الجيم، وتشديد الميم: مجتمع شعر الرأس: وروي بدله "لمّتي" واللمة بالكسر: الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن، وقم البيت. قمًّا، من باب قتل: كنسه، والقمامة، بالضم: الزبالة التي تكنس من البيت. والإتاوة، بالكسر، قال الأزهري: هي الخراج، وأنشد الأصمعي:
أفي كلِّ أسواق العراق إتاوة ... وفي كلِّ ما باع امرؤ مكس درهم
انتهى. فيكون المراد بالخراج هنا: كسوتها، ونفقتها. وينبغي أن يقرأ قوله: أن رضيت، بفتح الهمزة، أي: لرضاي عنها.
وقال السيوطي: قال الزمخشري في "شرح أبيات الكتاب": البيت الشاهد من قصيدة طويلة لعمرو بن قعاس المرادي أولها:
ألا يا بيت بالعلياء بيت ... ولولا حبُّ أهلك ما أتيت
ألا يا بيت أهلك أوعدوني ... كأنِّي كلَّ ذنبهم جنيت