للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرته، إلا أن يكون غيري الذي يقع في هذه الشدة الصارم الذكر، فإنه مثلي لا تغيّره هذه الشدة. والشدة التي مثلتها هي "وقع الحوادث" الذي في البيت، وتقديره الذي يقر به من الفهم: لو كان غيري المخالف للصارم الذكر، لغيره وقع الحوادث. وضده: لو كان غيري المجانس للصارم الذكر لم يغيره وقع الحوادث، كما لم يغيرني. انتهى. وقال أبو علي في "المسائل المنثورة": إذا قلت: جاءني القوم إلا زيد، تجعل إلا وزيدًا صفة للقوم، وكان وحده أن يكون نصبًا، ولكنك لما حملت غيرًا على إلا فاستثنيت بها؛ جاز أن تجعل إلا صفة، فتشبهها بغير من حيث شبهت غيرًا بها، ولا يجوز أن تجعلها نعتًا إلا إذا كان في الكلام معنى الاستثناء، وأما قول الشاعر:

لو كان غيري سليمي اليوم غيَّره ... البيت

فرفع إلا الصارم الذكر، لأنه صفة لغير، وكأنه أراد: لو كان غيري وغير الصارم الذكر، غيَّره وقع الحوادث، لأنه إذا قال: غيري، فكأنه أشار إلى أنه مثله، واختصها واختص الصارم الذكر، فجاز ذلك. انتهى. و"كان" يجوز أن تكون تامة، وغيري: فاعلها، والدهر: منصوب على الظرفية بـ"كان"، ويجوز أن تكون ناقصة، وخبرها محذوف، والدهر مفعوله، تقديره: يقاسي الدهر ويكابده. وجوز بعضهم أن يكون الدهر خبرها، قال: وصح الإخبار به عن الجثة، كما في: نحن في يوم طيب. وسليمي: منادى، وحرف النداء محذوف.

وجملة "غيره وقع الحوادث": جواب له. ونقل السيوطي عن الزمخشري: أنه قال في شرح أبيات الكتاب": إن جملة "غيره وقع" خبر كان. وهذا النقل لا يصح من مثل الزمخشري! وأجزم أنه من تحريف الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>