ووقع الحوادث: سقوطها. والحوادث: جمع حادثة، وهي ما يحدث من مصائب الدهر ونوائبه. والصارم: السيف القاطع، والذكر: أنفس الحديد وأجوده، وهو الفولاذ الذي له ماء ورونق، والحديد الرديء يقال له: الأنيث.
وقال الزمخشري في معناه: إنه لو كان غيره من الأشياء في موضعه لغيرته الحوادث إلا السيف، فإنه لا يتغير، فأنا مثل السيف في أني لا أتغير. ويجوز أن يريد: لو كان غيري من الأشياء لتغيّر كتغيُّري إلا السيف، يريد أن كل شيء يتغير بمرور الأوقات عليه إلا السيف الصارم. انتهى.
والبيت من قصيدة للبيد بن ربيعة العامري الصحابي وقبله:
قالت غداة انتجينا عند جارتها ... أنت الذي كنت لولا الشَّيب والكبر
فقلت ليس بياض الرأس عن كبر ... لو تعلمين وعند العالم الخبر
وانتجينا بالجيم بمعنى: تساررنا، من النجوى، وقوله: أنت الذي كنت ... إلخ، تريد: أنت كبرت وشبت؛ فأجابها: بأن الشيب ليس من كبر السن، وإنما هو من ترادف المصائب! وما أحسن قول بعضهم:
سألت من الأطَّبا ذات يوم ... خبيرًا: ممَّ شيبي؟ قال: بلغم
فقلت له وما استحييت منه: ... لقد أخطأت فيما قلت، بل غمّْ
و"لو" هنا، للتعليق في الماضي، وإن كان شرطها مضارعًا، إذ القصد إلى مجرد فرضه، والعلم هنا منزَّل منزلة القاصر، أي: لو كنت من أهل العلم والدراية. وجملة "وعند العالم الخبر" من إرسال المثل، ومن التذييل، وهو تعقيب الجملة بجملة مشتملة على معناها للتوكيد.