للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المحقق الرضي: جعل الخسف كالأرض التي يناخ عليها كقوله:

تحيَّة بينهم ضرب وجيع

يريد أن الإناخة إنما تكون على العلف، فجعل الخسف بدلًا منه، كما جعل الضرب الوجيع بدلًا من التحية. ونرمي: بالنون مع البناء للمعلوم، وروي: "يرمى" بالمثناة التحتية مع البناء للمجهول، وبها: نائب الفاعل، وبلدًا: ظرف للرمي، وهو بمعنى الأرض، والمكان.

والبيت من قصيدة طويلة لذي الرمة يقال لها: أحجيّة العرب، ومطلعها:

لقد جشأت نفسي عشيَّة مشرف ... ويوم لوى حزوى فقلت لها صبرا

تحنُّ إلى ميٍّ كما حنَّ نازع ... دعاه الهوى فارتاد من قيده قصرا

جشأت: نهضت، ومشرف وحزوى: موضعان، واللوى: منقطع الرمل، واصبري صبرًا. والنازع: البعير الذي يحن إلى وطنه. فارتاد من قيده قصرًا، أي: طلب السعة، فوجده مقصورًا، ويقال: ارتاد جدبًا، وارتاد خيرًا، أي: طلب الخصب، فوقع على جدب، إلى أن قال:

فيا ميُّ ما أدراك أين مناخنا ... معرَّقة الألحي يمانيةً سجرا

<<  <  ج: ص:  >  >>