للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن ابن مالك حمل "لا" فيه على الزيادة كبيت ذي الرمة، قال ابن عصفور في كتاب "الضرائر": ومنها زيادة إلا في قوله

أرى الدَّهر إلّا منجنونًا بأهله ... البيت

هكذا رواه المازني: يريد أرى الدهر منجنونًا، وكذلك جعلها في قول الآخر:

ما زال مذ وجفت في كلِّ هاجرة ... بالأشعث الورد إلّا وهو مهموم

يريد: هو مهموم، فزاد "إلا" و"الواو" في خبر زال، وفي قول الآخر:

وكلُّهم حاشاك إلّا وجدته ... كعين الكذوب جهدها واحتفالها

يريد: وكلهم حاشاك وجدته. وقول ذي الرمة:

حراجيج ما تنفكُّ إلّا مناخة ... . . . . . . البيت.

يريد: ما تنفك مناخة، ويحتمل أن تجعل زال وتنفك تامتين، وتكون "إلا" داخلة على الحال؛ وكذلك تجعل إلا في قوله:

وكلُّهم حاشاك إلَّا وجدته

إيجابًا للنفي الذي يعطيه معنى الكلام، أي: ما منهم أحد حاشاك إلا وجدته، وعليه حمله الفراء، وأما: "أرى الدهر إلا منجنونًا" فلا تكون "إلا" فيه إلا زائدة. انتهى.

ومنه تعلم أن ابن مالك في هذا التخريج، تابع للمازني لا مخترع، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>