الأنباري في "شرح المفضليات" معناه: أبيت أن تأتي من الأخلاق المذمومة ما تلعن عليه، وكانت هذه تحية ملوك لخم وجذام، وكانت منازلهم الحيرة وما يليها، وتحية ملوك غسان:"يا خير الفتيان" وكانت منازلهم الشام، وتلك: إشارة إلى اللوم المفهوم من "لمتني" وأهتم: أصير ذا هم، وأنصب: من نصب نصبًا، كفرح فرحًا، إذا تعب، وحلفت قسم، وجوابه قوله: لمبلغك الواشي أغش. وقوله: لئن كنت ... إلخ، اللام موطئة للقسم، وتسمى المؤذنة، لأنها تؤذن أن الجواب الآتي بعدها مبني على قسم قبلها مذكور، أو محذوف، لا للشرط، ولم يصب ابن الملا في قوله: لئن كنت، جواب القسم.
وقوله: فلم أترك: جملة معترضة، صدرها بالفاء التي من شأنها أن يعقب ما بعدها ما قبلها، لأن انتفاء الريب من شأنه أن يكون بالحلف، والريبة بالكسر: كالريب، بالفتح، وهو الشك والشبهة. وقوله: وليس وراء الله ... إلخ، جملة مؤكدة لمضمون ما قبلها، فإنه إذا لم يكن لأحد مطلب وراء الله، لم يحلف بأعظم منه.
وبلغت: بالبناء للمجهول والخطاب، والجناية: الذنب والجرم، ومبلغك: مبتدأ، والواشي صفته، وأغش: خبره، والجملة: جواب حلفت، والواشي: النمام الذي يزوّق الكلام، وأغش: من غشه، إذا خانه بأن لم يمحضه النصح، ومعناه: غاشٌّ وكاذب؛ ليس فيه تفضيل.
وقوله: ولكنني كنت امرًا، استدراك من معنى البيت السابق، لأنه يدل على أنه لا ذنب له أصلًا، استدرك وقال: لو كان هذا ذنبًا لكنت مذنبًا. وأراد بالجانب: الشام، وجملة "لي جانب": صفة امرئ، وكان القياس: له جانب، إلا أنه أراد موافقة ضمير كنت. وجملة "فيه مستراد": صفة