جانب، والمستراد: الموضع الذي يتردد فيه لطلب الرزق، من راد الكلأ وارتاده، إذا طلبه، ومذهب: موضع الذهاب.
وقوله: ملوك وإخوان .. إلخ، أي: في ذلك الجانب ملوك وإخوان. وقوله: أحكم في أموالهم .. إلخ، أي: يجعلني الإخوان محكمًا في أموالهم، أتصرف بها كيف أشاء، والملوك مقربًا رفيع المنزلة عندهم.
وقوله: كفعلك، أي: كما أنت تفعل ذلك في قوم اصطفيتهم، وأحسنت إليهم فمدحوك، أي: لا تلمني على مدح آل جفنة وقد أحسنوا إلي، كما لا تلوم قومًا مدحوك وقد أحسنت إليهم، فكما أن مدح أولئك القوم لا يعد ذنبًا، كذلك مدحي لمن أحسن إلي لا يعد ذنبًا.
وهذه الأبيات الخمسة أوردها علماء البيان شاهدًا للمذهب الكلامي، قال ابن السبكي في "عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح": من البديع ما يسمى المذهب الكلامي، والجاحظ أول من ذكره وأنكر وروده في القرآن، وهو أن يورد المتكلم حجة للمطلوب لما يدعيه على طريق أهل الكلام، وينقسم إلى: قياس اقتراني، واستثنائي، واستقراء، وتمثيل، وهو القياس المذكور في الأصول. وإنما لم يسموه المنطقي لأن هذا المذهب، كما ذكره ابن مالك، عبارة عن نصب حجة صحيحة، إما قطعية الاستلزام فهو منطقي، أو ظنية فهي جدلية، غير أنه قد يقال: أهل الكلام أيضًا مطالبهم قطعية، فتكون الحجة ظنية كلامية، وجوابه: أنهم ربما يذكرون الحجة الظنية ليحصل من مجموعها القطع، كقوله تعالى:(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)[الأنبياء/ ٢٢] فإن هذه مقدمة استثنائية ذكر فيها المقدمة