للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يروى مني من سفر، ولا يعدل عني إلى غيري إنما يركبني دون إبله. وضرب السقي مثلًا لركوبه إياها. انتهى.

وقال الدماميني: والمراد أن ناقة هذا الشاعر تشكو منه، حيث جعل الكور عليها، قائلة بلسان الحال: أتركبني ولا تترك ركوبي ولا تمل منه؟ ! على طريق الاستعارة التمثيلية؛ شبهت حاله في ذلك بحال من يسقى بشيء فلا يروى منه. انتهى. ومن هذه القصيدة:

وإن قال غاوٍ من تنوخ قصيدةً ... بها جرب عدَّت عليَّ بزوبرا

وينطقها غيري وأكلف جربها ... فهذا قضاء حقُّه أن يغيَّرا

والبيت الأول من شواهد "المفصل". قال الزمخشري في باب العلم منه: وقد أجروا المعاني في ذلك مجرى الأعيان، فسموا التسبيح بسبحان، والمنيّة بشعوب، إلى أن قال: والكلية بزوبر، قال: عدّت علي بزوبرا. انتهى. يعني أن زوبر علم جنس، معناه تمام الشيء، ولهذا جاء في البيت غير منصرف. وقال الجوهري: قال أبو زيد: أخذت الشيء بزوبره، إذا أخذته كلَّه ولم تدع منه شيئًا. وأراد بالجرب: العيب والفساد. والمعنى: إذا قال ضال من هذه القبيلة قصيدة فيها عيب، نسبت إلي بكمالها وكليتها، قال ابن السيد فيما كتبه على "نوادر القالي" وسماه: "قرة النواظر بشرح النوادر" عند هذين البيتين من النوادر: قال الأصمعي: إن ابن الأحمر قال:

أبا خالد هذِّب خميلك لن ترى ... بعينيك وفدًا آخر الدَّهر جائيا

<<  <  ج: ص:  >  >>