من كل، كقولنا: أي الناس عندك؟ وأيهم قام قمت معه، وأيهم يقوم زيد وبعض الشيء آوٍ إلى جميعه، ألا ترى إلى قول العجلي:
يأوي إلى ملط له وكلكل
أي: يتساند إليها، ويعتمد عليها. فإذا حذفت الياء تخفيفًا فإنها الثانية، وإذا زالت الثانية أوجب القياس أن تعود الأولى إلى أصلها، وهي الواو، فيقال: أو ما الأجلين قضيت. والذي حسَّن عندي إظهار العين هنا ياء، مع زوال الياء الغالبة لها من بعدها، أنها إنما حذفت اللام تخفيفًا، وهي منوية مرادة، فأقرت العين مقلوبة ياء، دلالة على إرادة الياء التي هي لام، كما صحت الواو الثانية في قوله:
وكحَّل العينين بالعواور
دلالة على إرادة الياء في عواوير، وأنها إنما حذفت استحسانًا وتخفيفًا. وأنشدنا أبو علي للفرزدق: