وأورده أيضًا في أوائل سورة البقرة، عند قراءة ابن محيصن:(ثُمَّ أَضْطَرُّهُ)[الآية/ ١٢٦] بإدغام الضاد في الطاء. قال: أراد: أيهما، فاضطر إلى تخفيف الحرف، فحذف الياء الثانية، وكان ينبغي أن يرد الياء الأولى إلى الواو، لأن أصلها الواو، وأن يكون قياسًا واشتقاقًا جميعًا أولى، ولم يقل:"أو هما" فيرد الواود الأصلية، لأنه لم يبن الكلمة على حذف الياء البتة، لأنه إنما اضطر إلى التخفيف، وهو ينوي الحرف المحذوف كما ينوي الملفوظ به. وقد ذكرنا أخوات لهذا أكثر من عشر في كتاب "الخصائص" انتهى.
وأورده صاحب "الكشاف" والقاضي أيضًا عند قراءة الحسن: (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ)[القصص/ ٢٨] قال شارح شواهدهما خضر الموصلي: قال أبو حيان: هو من قصيدة للفرزدق وبعده:
إذا ما أتى نصر أتى الناس كلُّهم ... وقد عزَّ من نصر لدى الخوف ناصره
هو الملك المهديُّ والسابق الذي ... له أوّل المجد التّّليد وآخره
ولو أنّ مجدًا في السَّماء وعندها ... إذن لسما نصر إليه يساوره
والتنظر: الانتظار وقصد به استعجال نصر بالعطاء، ونصر بالصاد المهملة: هو الممدوح، قال ابن الملا: هو نصر بن سيار، أمير خراسان لمروان بن محمد، الملقب بالحمار، آخر الأمويين، لا ملك العراقين، كما قال الشمني، فإن أمير العراقين إذ ذاك كان يزيد بن عمرو بن هبيرة الفزاري. وتوفي