نصر فارًا من عسكر أبي مسلم الخراساني، صاحب دعوة بني العباس بساوة قريبًا من همدان، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، سنة إحدى وثلاثين ومائة. انتهى.
والفرزدق توفي في أول السنة العاشرة بعد المائة.
ورواه ابن مالك "نسرًا" بالنون والسين المهملة، وكذا رأيته في "القاموس" في نسختين، قال: أي: حرف استفهام، عما يعقل و [ما] لا يعقل مبنية، وقد يخفف كقوله:
تنظّرت نسرًا والسماكين أيهما ... . . . . . البيت
انتهى. وأراد بقوله حرف: أداة، أو كلمة. وقال ابن مالك في شرح "الكافية" في باب المعرف باللام: وربما حذفت الألف واللام دون نداء ولا إضافة، قال الشاعر:
تنظّرت نسرًا والسّماكين أيهما ... . . . . . البيت
انتهى. وفي هذه الرواية نظر من وجوه:
أحدها: أنها لا تلائم الأبيات المذكورة، فإنها تقتضي أن يكون "نصرًا" بالصاد.
وثانيها: يقتضي أن يكون النسر بأل علمًا بالغلبة على النجم المعروف، وهو اثنان، يقال لأحدهما: الواقع، وللآخر الطائر. قال ابن قتيبة: النسر الواقع ثلاثة أنجم كأنها أثافي، وبإزائه النسر الطائر، وهو ثلاثة أنجم مصطفة، وإنما قيل للأول: الواقع، لأنهم يجعلون اثنين منه جناحيه، ويقولون: قد