للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضمهما إليه كأنه طائر وقع، وقيل للآخر: طائر، لأنهم يجعلون اثنين منه جناحيه، ويقولون: قد بسطهما كأنه طائر. والعامة تسميهما: الميزان. انتهى.

وثالثها: يقتضي أن يكون النسر مما له نوء ومطر، وليس كذلك، وإنما النوء يختص بمنازل القمر الثمانية والعشرين، وليس النسر منها.

وأراد بالسماكين أحدهما، وهو السماك الأعزل، وهو الذي له النوء، وأما السماك الرامح فلا نوء له. قال ابن قتيبة: السماك الرامح سمي رامحًا بكوكب يقدمه، يقولون: هو رمحه. والسماك الأعزل: حد ما بين الكواكب اليمانية والشامية، سمي أعزل كأنه لا سلاح معه، كما كان للآخر. انتهى.

قال الزجاج في كتاب "الأنواء": نوء السماك لثلاث يمضين من نيسان، يسقط السماك في الغرب غدوة مذ طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ويطلع الحوت من المشرق غدوة في هذا الوقت، وتنزل الشمس البطين، وهو نوء غزير المطر قلما يخلف، وفيه أول حصاد الشعير، ومطره من مطر الربيع، قال ذو الرمة:

ولا زال من نوء السِّماك عليكما ... ونوء الثُّريَّا قبله متبطِّح

وصفة السماك الأعزل: هو كوكب أزهر إحدى ساقي الأسد، والسماك الرامح الساق الأخرى، ومع السماك الرامح كوكب قدامه، يقال: هو رمحه، وسمي الأعزل أعزل لأنه لا كوكب معه، كما يقال: رجل أعزل، إذا لم يكن معه رمح، وقد قيل: الأعزل من الرجال: الذي لا سلاح معه، وقيل: سمي السماك الأعزل، لأن القمر لا ينزل به، وإنما سمي سماكًا لأنه سمك، أي: ارتفع، كذا قال سيبويه. انتهى. وقال قبله: والذي اختار، وهو مذهب الخليل، أن النوء اسم المطر الذي يكون مع سقوط النجم، فاسم مطر الكوكب الساقط: النوء. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>