رائع لي، وهي حال مقدرة. وفي التنزيل:(فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)[الزمر/ ٧٣] أي: مقدرين الخلود، وكذلك المراد: أي يوم سررتني بوصالك، غير مقدر أنك تروعين ثلاثة أيام بصدودك؟ فهذه ثلاثة أقوال جارية في مضمار كلام العرب.
ومن روى:"لم ترعني ثلاثة" برفع ثلاثة، على إسناد الفعل إليها، كانت العلقة بين الجملتين بتقدير الوصف أو العطف وبطل أن تكون الجملة حالًا، لخلو ترعني من ضمير يعود على ذي الحال. انتهى كلام ابن الشجري.
ومنه تعلم أن المصنف أخذه برمته، وقوله: كما قيل؛ أراد به ابن الشجري. وقوله: وفيه بعد؛ قد بين وجه البعد الدماميني في شروحه الثلاثة. وقول المصنف: لخلو ترعني من ضمير الحال؛ قال الدماميني: يجوز أن يكون التقدير: لم ترعني منذ ثلاثة بصدود، فيحصل الربط باعتبار المحذوف. وأجاب الشمني: إن كلام المصنف إنما هو بناء على ما هو الأصل من عدم التقدير. انتهى. ولا وجه لهذا العذر، لأن تقدير الرابط في الجمل المحتاجة إليها كثير، فهو من الأصول المقررة عندهم، ومنه قول المصنف في بحث الروابط من أواخر الباب الرابع: وقد تخلو الجملة الحالية منهما، أي: من الواو والضمير لفظًا، فيقدر أحدهما.
وأي: منصوب على الظرف، والخطاب في: سررتني، وترعني، لمذكر وهو الساقي، لأن قبله:
كل شيء من الدِّماء حرام ... شربه ما خلا دم العنقود
فاسقنيها فدىً لعينيك نفسي ... من غزال وطار في وتليدي