للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيمن فتح مثلًا، وكقراءة بعضهم (أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ) [هود/ ٨٩] بالفتح، وهذا أقرب الأقوال. وقيل غير ما ذكرنا، وقد بسطنا القول في هذا في الشاهد الرابع والسبعين بعد المائتين من شواهد الرضي:

والبيت من قصيدة للفرزدق، مدح بها عمر بن عبد العزيز لما كان واليًا بالمدينة المنورة، وقبله:

سيروا فإنَّ ابن ليلى عن أمامكم ... وبادروه فإنّ العرف يبتدر

إلى أن قال مخاطبًا له:

وما أعيد لهم حتّى أتيتهم ... أزمان مروان إذ في وحشها غرر

فأصبحوا قد أعاد الله دولتهم ... البيت

ابن ليلى: هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وليلى أمه، وهي بنت عاصم بن عمر ابن الخطاب، رضي الله تعالى عنه.

والمبادرة: المسارعة، والعرف بالضم: المعروف، وأزمان: نائب فاعل أعيد، وضمير وحشها: للمدينة المنورة. والغرر: جمع غرة – بكسرهما – وهي الغفلة، يريد: أن وحشها لا يذعرها أحد، فهي في غرة من عيشها، قال: هو في غرة من العيش؛ إذا كان في عيش لا كدر فيه ولا خوف. يقول: ما أعيد لأهل المدينة، ولمن بها من قريش، أزمان مثل أزمان جدك مروان في الخصب والسعة، حتى وليت أنت عليهم، فعاد عليهم مثل ما كانوا فيه من الخير حين كان مروان واليًا عليهم، فأصبحوا، بولايتك عليهم، قد أعاد الله نعمتهم عليهم. وترجمة الفرزدق تقدمت في الإنشاد الثاني من أول الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>