للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولهم: جملة "من عزَّ بزَّ" خبر للناس بتقدير العائد؛ خدشه ابن الحنبلي بأن قولها: من عزَّ بزَّ، مثل سائر، واللائق أن يكون محكيًا، وأن لا يكون خبرًا عن الناس بتقدير: من عز منهم، بل بتقدير: مقول في حقهم: من عزَّ بز، كما قال أبو الدرداء: "وجدت الناس اخبر تقله" ويروى: "اخبرهم تقله" أي: تبغض، والهاء للسكت، ولو كانت ضميرًا لقيل: تقلهم، فإن تقديره: مقولًا في حقهم كذا، وإن اشتهر أن تقدير القول فيه، لأن الجملة الواقعة مفعولًا ثانيًا لوجدت غير خبرية، لا لكونها مثلًا محكيًا. انتهى.

والبيت من قصيدة للخنساء، قال جامع ديوانها الأخفش: وقالت تبكي إخوتها وزوجها:

تعرَّقني الدهر نهسًا وحزَّا ... وأوجعني الدّهر قرعًا وغمزا

وافنى رجالي فبادروا معًا ... فغودر قلبي بهم مستفزّا

لذكر الذين هم في الهيا ... ج للمستضيف إذا خاف عزَّا

وهم في القديم سراة الأديم والكائنون من الخوف حرزا

وكانوا سراة بني مالك ... وزين العشيرة فخرا وعزَّا

كأن لم يكونوا حمىً يتَّقى ... إذ النَّاس إذ ذاك من عزَّ بزَّا

هم منعوا جارهم واللُّجا ... ة يحفز أجوافها الموت حفزا

غداة لقوهم بملومة ... رداح تغادر للأرض ركزا

ببيض الصِّفاح وسمر الرِّماح ... فبالبيض ضربا وبالسُّمر وخزا

وخيل تكدَّس بالدَّارعين تحت العجاجة يجمزن جمزا

<<  <  ج: ص:  >  >>