ومن ظنَّ مَّمن يلاقي الحرو ... ب بأن لا يصاب فقد ظنَّ عجزا
نضيف ونعرف حقَّ القرى ... ونتِّخذ الحمد والمجد كنزا
ونلبس في الحرب نسج الحديد ... وفي الحيِّ نلبس خزّا وقزَّا
وقد أورد المبرد هذه القصيدة في آخر باب اختصار الخطب، والتحميد والمواعظ، من آخر "الكامل" وذكر شيئًا كثيرًا من مراثيها لأخويها معاوية وصخر، وذكر سبب قتلهما. وأورد هذه القصيدة ابن الشحري أيضًا في المجلس المذكور من "أماليه" وشرحها. ونحن نورد هنا ما يتعلق بها من كلام شارح ديوانها الأخفش، ومن كلام ابن الشجري وغيرهما تكميلًا للفائدة. قال ابن الشجري: العرق بالفتح: العظم بما عليه من اللحم وجمعه عراق – بالضم – يقال: عرقت العظم وتعرقته؛ إذا أخذت ما عليه من اللحم، ويقال للعظم الذي أخذ لحمه: العراق أيضًا، والنهس بالسين المهملة: القبض على اللحم بالأسنان ونتره، ومثله النهش بالمعجمة. والحزُّ: قطع غير نافذ، ومثله القرض، ويكون نافذًا لقولهم: حزَّة من بطيخ: وحزة من كبد، والقرع: مصدر قرعته بالعصا وبالسيف، والغمز: غمزك الشيء اللين بيدك كالتين ونحوه. وأرادت: أن الدهر أوجعها بكبريات نوائبه وصغرياتها. وانتصاب نهسًا وحزًا بتقدير: نهسني نهسًا، وحزني حزًا، وإضمار ناصب المصدر المأخوذ من لفظه [كثير] الاستعمال كقولهم: ما أنت إلا نومًا، ويجوز أن يكون انتصابها على الحال، ووقوع المصدر في موضع اسم الفاعل، وموضع اسم المفعول حالًا مما اتسع استعماله. ويجوز أن يكون بنزع الخافض، أي: تعرقني بنهس وحز، ويجوز على التمييز؛ لأن التعرق لما