فظهر من هذا أن "عاقبة" بالقاف والموحدة، وكذا هي في رواية أبي بكر القاري، شارح "أشعار الهذليين" قبل الإمام المرزوقي، وهي عندي بخطه، وعليها خطوط علماء العربية منهم أحمد بن فارس صاحب "المجمل" في اللغة، وفسرها القاري بقوله: آخر الشأن. والباء على المعاني الثلاث متعلقة بنهيتك، وجملة:"وأنت صحيح" حال من الكاف في نهيتك.
وصحفها الدماميني في "الحاشية الهندية" بالفاء والمثناة التحتية، وجعل الباء متعلقة بمحذوف على أنه حال من إحدى الكافين كالجملة الاسمية، وجوّز أيضًا أن تكون الباء متعلقة بنهيتك، وقال: أي: نهيتك عن حال عافية، والاسمية حال من التاء.
أول: لا يصح كونها حالًا من التاء، لأنها صفة للمخاطب لا للمتكلم.
وقوله: وقلت تجنبن ... إلخ، قال المرزوقي: روي لنا عن الدريدي عن أبي يزيد وعن الزيادي: "شلّة" بضم الشيم، قال: وكذا قرأته بخط ذي الرمة، وكذا رواه الباهلي أيضًا. وروي "شلة" بفتح الشين، وهما جميعًا من الشل: الطرد، كأنه يعدد ما كان يحذره منه، ويعرّفه أن نتائجه كان عالمًا بها، فلها ما كان ينفره، والمعنى: أن طلبك لها يجلب عليك مراغمة أبناء عمك، ويسوقك إلى التعب فيما يبعد عنك، ولا يجدي عليك. والطروح: البعيدة، وروى بعضهم:"ونوح طروح" أي: تطرح أهلها في أقاصي الأرض، وكأنه أراد: ونوى طروح ذاك، لأن القوافي مرفوعة. انتهى كلامه. وترجمة