على أن "إذا" لا تجزم إلا في الشعر كما في البيت. وفيه رد على ابن مالك في "التسهيل" فإنه قال: قد يجزم بإذا الاستقبالية حملًا على متى، فإنه لم يخص جزمها بالشعر، ويفهم منه جواز جزمها في الكلام بقلة. وصرح به في "التوضيح" فقال: هو في النثر نادر، وفي الشعر كثير، وجعل منه قوله، عليه الصلاة والسلام، لعلي وفاطمة، رضي الله تعالى عنهما:"إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعًا وثلاثين ... " الحديث.
والبيت من قصيدة لعبد قيس بن خفاف مثبتة في أواخر "المفضليات" مشتملة على نصائح ومواعظ وهي ثمانية عشر بيتًا وهي:
أجبيل إنَّ أباك كارب يومه ... فإذا دعيت إلى العظائم فاعجل
أوصيك إيصاء امرئ لك ناصح ... طبن بريت الدَّهر غير مغفَّل
الله فاتَّقه وأوف بنذره ... وإذا حلفت مماريًا فتحلَّل
والضَّيف أكرمه فإنَّ مبيته ... حقٌّ ولا تك لعنة للنزَّل
واعلم بأنَّ الضَّيف مخبر أهله ... بمبيت ليلته وإن لم يسأل
ودع القوارص للصَّديق وغيره ... كيلا يروك من اللِّئام العزَّل
وصل المواصل ما صفا لك ودُّه ... واحذر حبال الخائن المتبدِّل
واترك محلَّ السَّوء لا تحلل به ... وإذا نبا بك منزل فتحوَّل