دار الهوان لمن رآها داره .. أفاراحل عنها كمن لم يرحل
وإذا هممت بأمر شرٍّ فاتَّئد ... وإذا هممت بأمر خير فافعل
وإذا أتتك من العدوِّ قوارص ... فاقرص كذاك ولا تقل لم أفعل
وإذا افتقرت فلا تكن متخشِّعًا ... ترجو الفواضل عند غير المفضل
وإذا لقيت القوم فاضرب فيهم ... حتى يروك طلاء أجرب مهمل
واستغن ما أغناك ربُّك بالغنى ... وإذا تصبك خصاصة فتجمَّل
واستأن حلمك في أمورك كلِّها ... وإذا عززت على الهوى فتوكَّل
وإذا تشاجر في فؤادك مرَّة ... أمران فاعمد للأعفِّ الأجمل
وإذا لقيت الباهشين إلى النَّدى ... غبرًا أكفُّهم بقاع ممحل
فأعنهم وايسر بما يسروا به ... وإذا هم نزلوا بضنك فانزل
قوله: أجبيل؛ الهمزة للنداء، وجبيل بضم الجيم وفتح الموحدة: ابن الشاعر، قال ابن الأنباري: روى أحمد عن الحرمازي: "إلى المكارم" وقال الضبي: كارب، من كرب: إذا قرب ودنا. انتهى. وكارب: مضاف إلى قومه، وأصله، كارب يومه بالتنوين، أي: قريب يوم وفاته. واستشهد به المصنف في "الأوضح" على مجيء اسم الفاعل من كرب الناقصة، ثم قال: والصواب أن كاربًا اسم فاعل من كرب التامة في نحو قولهم: كرب الشتاء، إذا قرب، وبهذا جزم الجوهري. انتهى.
وقوله: أوصيك ... البيت. الطبن الحاذق، يقول: أنا ناصح لك، وبصير بالدهر وما يريب منه، لست في غفلة عن ذاك.