للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقيل لمن شاربه: نادمه، لأنه فعل مثل فعله، ثم اشتق من ذلك نديم. انتهى. وقال صاحب "الأغاني": أخبرني ابن دريد، حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، قال: كان البرج بن مسهر الطائي خليلًا للحصين بن الحمام المري، ونديمه على الشراب، وفيه يقول البرج:

وندمان يزيد الكأس طيبًا ... الأبيات

وقال أبو محمد الأعرابي فيما كتبه على شرح "الحماسة" للنمري: أراد البرج بهذا الندمان الحصين بن الحمام المري، وكان خلا لبرج ونديمه، ويقال: إن الحصين خرج طالب حاجة، فأغار برج على الحرقة جيران الحصين، فأخذ منهم ثلاث نسوة؛ أم عروة وأختيها بنات كاهل، فأتى الصريخ الحصين، فتبع الأثر، فأدركهم بقارة الرماح، ولحقه سمير بن طرفة، أحد بني صرمة بن مرة، وكان من فرسان بني مرة، فأدركاهم قائلين في يوم ذي أوار، فقال الحصين: ويلك يا برج! ما صبّك على جيراني! ؟ وأسره الحصين، ثم منَّ عليه، وقال في ذلك:

برج يؤثِّمني ويكفر نعمتي ... صمِّيّ لما قال الكفيل صمام

انتهى. وزاد: يتعدى إلى مفعولين، أحدهما: الكأس، وثانيهما: طيبًا، يريد أن النديم بحسن عشرته يزيد الخمر طيبًا في شربها، قال الجواليقي: الكأس: القدح فيها الخمر، فإن لم يكن فيها الخمر فهي قدح، والكأس مهموزة مؤنثة، وجمعها كؤوس، قال الأزهري: وأحسب اشتقاقها من قولهم: كاص فلان

<<  <  ج: ص:  >  >>