وارتفاع ذكره عند ظهور الباطل وقوته، بظهور قرن الماعز في السرعة بغتة، أي طلعت بلا شرف، ولا شجاعة، ولا قدم، بل على غفلة كنبات قرن الماعز. ومن البلاغة تشبيه من يراد إهانته بالمهين الحقير، وتشبيه من يراد تعظيمه بالعظيم الخطير. وقبحه الله: نحاه عن الخير، والأثرم: الساقط الثنية، والضئيل: الصغير الحقير النحيف، ونعر: صاح، ونجم: طلع. انتهى كلامه.
ولو كان صحابيًا لذكره ونبَّه عليه، فإن الرجل شديد الفحص عن مثل هذه الأمور، معظمًا للصحابة، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
ورأيت ترجمته في كتاب "مجمع الآداب في معجم الألقاب" تأليف أبي الفضل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني الفوطي قال: هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين، هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين ابن أبي الحديد المدائني، الحكيم الأصولي، كان من أعيان العلماء الأفاضل، وأكابر الصدور الأماثل، وكان حكيمًا فاضلًا، كاتبًا كاملًا، عارفًا بأصول الكلام، يذهب مذهب المعتزلة، وخدم في الولايات الديوانية. وكان مولده في غرة ذي الحجة، سنة ست وثمانين وخمسمائة، واشتغل وحصل وألف، فمن تصانيفه شرح "نهج البلاغة" عشرون مجلدًا، وقد احتوى هذا الشرح على ما لم يحتو عليه كتاب، ومن تصانيفه كتاب:"العبقري الحسان" وهو كتاب غريب الوضع، قد اختار فيه قطعة وافرة من الكلام والتواريخ والأشعار، وأودعه أشياء من إنشائه وترسلاته ومنظوماته، ومن تصانيفه كتاب:"الفلك الدائر على المثل السائر" لابن الأثير الجزري، ومنها "شرح المحصل" للإمام فخر الدين، وهو يجري مجرى النقض له، ومنها كتاب:"نقض المحصول" للإمام فخر الدين أيضًا، ومنها كتاب "الوشاح الذهبي في العلم الأدبي" ومنها انتقاد "المستصفى" للغزالي في أصول الفقه، ومنها الحواشي على كتاب "المفصل" في النحو للزمخشري. وله تآليف أخر. قال الشيخ كمال الدين: ولما أخذت بغداد، كان ممن تخلص من