وقد رجعت إلى كتاب "المعمرين" لأبي حاتم السجستاني، وإلى فصل المعمرين من "أمالي" السيد المرتضى فلم أجده فيهما.
وقال السيوطي بعد أن نقل كلام العسكري: ولم أر أحدًا ممن صنف في الصحابة ذكر البرج هذا، حتى ولا شيخ الإسلام ابن حجر، مع تتبعه وذكره كل من ذكر ولو على سبيل الوهم، أو كان مخضرمًا، وقد فاته هذا وهو على شرطه لا محالة. انتهى.
وقد رأيت ذكره في "نهج البلاغة" الذي جمعه الشريف الرضي من كلام سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، قال فيه: ومن كلام له، عليه السلام، للبرج بن مسهر الطائي، وقد قال بحيث يسمعه: لا حكم إلا لله، وكان من الخوارج: اسكت قبحك الله يا أثرم، فوالله لقد ظهر الحق، فكنت فيه ضئيلًا شخصك، خفيًا صوتك، حتى إذا تنعر الباطل، نجمت نجوم قرن الماعز؟ ! انتهى.
قال شارحه عز الدين عبد الحميد، الشهير بابن أبي الحديد المدائني المعتزلي: كان البرج شاعرًا مشهورًا من شعراء الخوارج، نادى بأشعارهم بحيث يسمعه، عليه السلام، فزجره وقبحه، ودعاه بآفته، إهانة له وانتقاصًا، كما هي العادة في إهانة ذوي العاهات بذكر آفاتهم، وكنى بضؤولة شخصه عند ظهور الحق، عن حقارته في زمن العدل بين الجماعة، وخمول ذكره، وظهور الحق في زمان قوة الإسلام، وقبل ظهور الفتن، وقوة الباطل، وبخفاء صوته عن عدم الالتفات إلى أقواله وحقارته. واستعار لفظ النعر، لظهور الباطل، محاولة لشبهه في قوته بظهوره بالرجل الصائل الصائح بكلامه عن حرارة وشجاعة، وشبهه بظهوره بين الناس،