للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا كان شيئًا جائيًا إلي لا أفوته، وانتفاء الفوت حاصل في وقت المجيء، فاستقام، وكذا يستقيم جعلها معمولة لما قبلها على أنها غير شرطية، فتأمل. انتهى.

وقد استشهد سيبويه وغيره بهذا البيت على جر "سابق" بالعطف على مدرك، على توهم الباء فيه، فإنه يجوز زيادة الباء في خبر ليس، ويأتي إن شاء الله تعالى بيانه في الباب الرابع. والبيت من قصيدة لزهير بن أبي سلمى مطلعها:

ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا

بدا لي أنَّ الناس تفنى نفوسهم ... وأموالهم ولا أرى الدهَّر فانيا

وأنِّي متى أهبط من الأرض تلعةً ... أجد أثرًا قبلي جديدًا وعافيا

أراني إذا ما بتُّ بتُّ على هوى .. فثمَّ إذا أصبحت أصبحت غاديا

إلى حفرة أهوي إليها ميقمة ... يحثُّ إليها سائق من ورائيا

كأنِّي وقد خلَّفت تسعين حجَّة ... خلعت بها عن منكبَّي ردائيا

بدا لي أنِّي عشت تسعين حجَّةً ... تباعًا وعشرًا عشتها وثمانيا

بدا لي أنَّ الله حقٌّ فزادني ... من الحقِّ تقوى الله ما قد بدا ليا

بدا لي أنِّي لست مدرك ما مضى ... ولا سابق شيئًا إذا كان جائيا

أراني إذا ما شئت لاقيت آيةً ... تذكّرني بعض الذي كنت ناسيا

وما إن أرى نفسي تقيها كريمتي ... وما إن تقي نفسي كريمة ماليا

ألا لا أرى على الحوادث باقيا ... ولا خالدًا إلَّا الجبال الرَّواسيا

وإلَّا السَّماء والبلاد وربَّنا ... وأياَّمنا معدودةً واللَّياليا

<<  <  ج: ص:  >  >>