ألم تر أنَّ الله أهلك تبَّعا ... وأهلك لقمان بن عاد وعاديا
وأهلك ذا القرنين من قبل ما ترى ... وفرعون أردى كيده والنَّجاشيا
إذا أعجبتك الدَّهر حال من امرئ ... فدعه وواكل حاله واللَّياليا
ألا لا أرى ذا إمَّة أصبحت به ... فتتركه الأيام وهي كما هيا
وبعد هذا أحد عشر بيتًا ذكر فيها النعمان بن المنذر. وهذه القصيدة مثبتة في "ديوان زهير" وشرحه لصعوداء والأعلم له، قال الأصمعي: ليست هذه القصيدة لزهير لأنها لا تشبه شعره.
ووقع البيت الشاهد في مواضع متعددة من "كتاب سيبويه" كما يأتي – إن شاء الله تعالى – بيانه في الباب الرابع، منسوبًا تارة إلى زهير المذكور، وتارة إلى صرمة الأنصاري.
قال الزمخشري وابن خلف: كونه لصرمة هو الصحيح، وقيل: لابن رواحة. ولا يلزم من كون البيت لأحدهما أن تكون القصيدة له، وقائلها جاهلي لا يرى فناء العالم، ويجوز أن يكون أراد بفناء النفوس هلاك الذوات الإنسانية، وأن يكون أراد بها النفوس الناطقة والأرواح، إذ الجاهل، وإن قال ببقاء العالم، يقول بفناء الروح، وقال صعوداء: يقال: إن الدهر هو الله جل ثناؤه، وإنما يراد بذلك أن الذي يحدثه الدهر إنما هو من تقدير الله تعالى، فلا يجوز أن يسب الدهر لأنه يرجع إلى سب ما قدر الله تعالى له، وقوله: وإني متى أهبط ... إلخ، قال الأعلم في "شرح مختار شعر زهير": التلعة: مجرى الماء إلى الروضة، وتكون