فيما علا عن السبيل، وفيما سفل عنه، ودون التلعة الشعبة. والعافي: الدارس، يقول: حيثما صار الإنسان من الأرض فلا يخلو من أن يجد فيه أثرًا قديمًا أو حديثًا.
وقوله: أراني إذا ما بت ... البيت يأتي شرحه إن شاء الله تعالى في بحث "ثم".
وقوله: إلى حفرة: متعلق بأهوى، وأراد بها القبر، ووصف الحفرة بمقيمة، إما على معتقد الجاهلية مع أنه لا فناء للعالم ولا بعث، وإما على إرادة المدة الطويلة، وأراد بالسائق الزمان، فإنه المفني المبيد عندهم.
وقوله: بدا لي أني لست ... البيت، قال الأعلم: يقول: اعتبرت حال الزمان، فبدا لي أني لست أدرك ما فات منه، ولا أسبق ما لم يجيء بعد فيه قبل وقته. والمعنى: إن الإنسان مدبَّر، لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعا. وقال أيضًا في "شرح شواهد الجمل الزجاجية": يقول: إني اعتبرت الدنيا وما فيها، فظهر لي أن الكل يذهبه الفناء، فما مضى لا أدركه أبدًا، وما يأتي لا أقدر أن أسبقه، فلا أستطيع دفع ما هو مقدر علي من موت وغيره.
وقوله: أراني إذا ما شئت ... إلخ، قال الأعلم: أي: إذا غفلت عن حوادث الدهر من موت وغيره، ونسيتها؛ رأيت آية مما تصيب غيري فتذكرني ما كنت نسيت، والآية: العلامة.
وقوله: وما إن أرى ... إلخ، قال صعوداء: كريمة ماله: أهله وخاصته، وروى الأعلم:"كريهتي" وقال: لاتقي نفسي من الموت شدتي وجرأتي، ولاتقيها كرائم مالي. وقوله: وعاديا، هو أبو السموءل بن عاديا، وكان له حصن بتيماء، وهو الذي استودعه امرؤ القيس أدراعه. والإمة، بكسر الألف: النعمة والحالة الحسنة، أي: من كان ذا نعمة، فالأيام لا تتركه ونعمته كما عهدت، أي: لابد من أن تغيرها الأيام بموته أو فقره.