للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا خير فيه غير أنَّ له غنىً ... وأنَّ له كشحًا إذا قام أهضما

ثم إن عبد عمرو وفد على عمرو، وقد فارقه طرفة، فأصابتهم سماء في ربيع، فخرج في غبها، فلما حجبت الشمس قال لحبائه، وهو أكرم أصحابه عليه، ولعبد عمرو: ضعوا ثيابكم، وانقعوا في الماء، فلما نظر إلى عبد عمرو، ورأى خلقًا عجيبًا فقال: قاتل الله طرفة! لقد أصاب الوصف حيث قال:

تظلُّ نساء الحيِّ يعكفن حوله ... يقلن عسيب من سرارة ملهما

فقال عبد عمرو: أبيت اللعن، ما قال فيك أشد من هذا! ثم ندم فجحد مقالته لأنه ابن عمه، فأبى أن يدعه، فاستعهده ثم أنشده:

ملك يلاعب أمَّه بقطينها

فأضمرها عمرو في نفسه، وأراغ طرفة، فلم يزل يطمعه في رفده حتى أتاه، فأراد قتله، فراقب فيه قومه بني ثعلبة بن عكابة، وكانوا جنده، فكتب له وللمتلمس إلى أحد أخوال أبيه من النمر بن قاسط، وكان عامله على جباية ما كان للعرب في البحرين؛ أن يقطع أيديهما ويقتلهما، وقال لهما: إني كتبت لكما

<<  <  ج: ص:  >  >>