ثكلتك يا ابن العبد أمُّك سادرًا ... أبساحة الملك الهمام تمرَّس
ألق الصحيفة لا أبالك إنَّه ... يخشى عليك من الحباء النِّقرس
الكور بالضم: أداة الرحل، والعرمس: الصخرة، والحباء: العطية، والنقرس: داء يأخذ في الرِّجل، وهو هنا المكر والداهية. قال: ومضى طرفة حتى دخل بكتابه على صاحبه، فلما قرأ النمري كتابه قال: أتدري ما فيه؟ قال: نعم، فيه الحباء والكرامة لي، فحبسه، وكتب إلى عمرو: أبيت اللعن، جعلتني بهذا الموضع لأقتل لك بكر بن وائل؛ فاضممني إليك وابعث إلى موضعي من أحببت، فبعث عمرو رجلًا من بني تغلب، وأمره أن يقتل طرفه. فلما قدم التغلبي قال له طرفة: لي إليك حاجة؛ اسقني خمرًا حتى ترنحني الكأس، ثم تقطع رواهشي، ففعل به ذلك. فقبره بهجر يأتيه الفتيان فيطيفون به حتى الآن، ويشربون عنده حتى ينتهي إليه الكأس فيصبوها على قبره.
فغبر المتلمس زمينًا، فكلّم فيه عمرو، فقال: واللات لا يذوق حب العراق ما حييت، فبلغه ذلك، فقال وهو بمكة يحض بكرًا على عمرو:
يا آل بكر ألا لله أمُّكم
القصيدة؛ فلحق المتلمس بالشام يختلف بين دمشق ومصر، وتغنّى الركبان بقوله:
طال الثَّواء وثوب العجز ملبوس
والمتلمس: شاعر مشهور جاهلي مفلق مقل، ذكره ابن سلام في الطبقة السابعة من شعراء الجاهلية مع سلامة بن جندل، والحصين بن الحمام، والمسيب ابن علس. وقد اتفق علماء الشعر على أن هؤلاء الثلاثة أشعر المقلين في الجاهلية، وأن المتلمس أشعرهم. ولقب بالمتلمس لقوله من قصيدة: