للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأفعلنّ، وأيم الله لأفعلن، وبعض العرب يقول: أيمن الكعبة لأفعلن، فكأنه قال: لعمر الله المقسم به، وكذلك أيم وأيمن، إلا أن ذا أكثر في كلامهم، فحذفوه كما حذفوا غيره، وهو أكثر من أن أصفه لك. انتهى.

قال أبو علي في تعليقته على "كتاب سيبويه" قولهم: ليمن الله يدل على أن الألف ألف وصل سقطت لما اتصل بما قبله، أعني باللام التي تدخل على المبتدأ كما تسقط ألف ابن في قولك: لابن زيد ظريف، ولو قال قائل: إن أيمن جمع يمين، لكان مخطئًا، لأنه لو كان كذلك لثبتت في الدرج ولم تسقط، لأن ألف أفعل ليست بألف وصل، فهذا بيّن جدًا أنه ليس بجمع يمين. فإن قيل: إن الهمزة من قوله: "ليمن" مخففة، فلذلك حذفت، قيل: لو كانت مخففة لوجب أن تثبت مخففة؛ لأن ما قبلها متحرك، وإنما تحذف الهمزة في التخفيف إذا كان ما قبلها ساكنًا، كقولك: جيل في: جيال، واضرب باك، فإذا كان ما قبلها متحركًا، وكانت هي نفسها متحركة، أو ساكنة، لم تحذف، تقول في تخفيف سأل: سال، وفي تخفيف رأس راس، فلا تحذف الهمزة البتة، فعلى هذا لو كان أيمن جمعًا، لكان لايمن إذا خفف. انتهى كلامه.

وقول المصنف: ويلزمه الرفع بالابتداء، حققه أبو علي في "التعليقة" فقال: "لعمر الله": اسم مبتدأ، وخبره محذوف، واللام في لعمر الله لام الابتداء، ولذلك قالوا: إن المحذوف من هذه الجملة هو الخبر دون الابتداء، لأن لام الابتداء إنما تدخل على المبتدأ، ولا تدخل على الخبر إلا في ضرورة شعر، نحو:

أمُّ الحليس لعجوز شهر به

<<  <  ج: ص:  >  >>