وقوله: ما ندري، أي: ما عندنا خبر. ذكر أنه تعرض لزيارة حبيبته، فجعل ينشد ناقة ضلت له مخافة أن ينكر عليه مجيئه.
ومعنى الأبيات: جعلت حاجتي بذي دوران كأني أطلب قلوصًا ضاعت مني، وما لي هناك من قلوص ولا بكر، وإنما جعلت ذلك تعلة لطلب معشوقتي، والإتيان إلى أرضها، فورَّى عنها بالقلوص والبكر، وهو يريدها، فلما أحست الرعيان به قالوا له: ما لك؟ فقال لهم: إن قلوصي ضاعت، فهل لكم بها خبر؟ فقال له الرعيان: لم تختلط قلوصك بإبلنا، فقال لهم: بلى، قد ذكرت لي أنها بالكثيب ترعى مع قلاص بني سليم، أو بني وبر، فمن الرعيان من شك بعد الجحد، فقال: نعم هي هناك، ومنهم من قال: ما ندري أذلك صحيح أم لا.
والجفر، بفتح الجيم وسكون الفاء، قال ياقوت في "معجم البلدان": هو موضع بناحية ضرية من نواحي المدينة، كان به ضيعة لأبي عبد الجبار سعيد بن سليمان، كان يكثر الخروج إليها فسمي الجفري.
وقوله: فهل يؤثمني الله، يقال: آثمته - بالمد -: إذا أوقعته في الإثم، وروي:"فهل يأثمني الله" من أثمته أثمًا، من بابي ضرب وقتل: إذا جعلته آثمًا. وعللت: ألهيت، وليلة النفر: هي الليلة التي ينفر الحاج من منى في صباحها، أي: يدفعون منها، والكرى: النعاس، والجنوح: الميل والتكاسل من شدة السير، والفتر: هو الفتور، ضد النشاط.
ونصيب: بضم النون وفتح الصاد، قال ابن قتيبة في كتاب "الشعراء":