المفعول، وما أكثر وأعذب وأعرب حذف المفعول وأدلَّه على قوة الناطق به! هذا كلامه. وفيه تعسف.
وقال الحريري في "درة الغواص": أنبت في الآية بمعنى نبت كما في بيت زهير، وقيل: زائدة، فيكون تقدير الكلام: تنبت الدهن، أي: تخرج الدهن بعد إنبات الثمر الذي يخرج الدهن منه، فلما كان الفعل في المعنى قد تعاق بمفعولين يكونان في حال بعد حال، وهما الثمرة والدهن؛ احتيج إلى تقويته في التعدية بالباء. انتهى. قال شيخنا الشهاب الخفاجي في شرحها: قيل: هذا أحسن الأقوال.
وروى صعوداء في "شرح ديوان زهير" والأعلم الشنتمري في "شرح الأشعار الستة": حتى إذا نبت البقل، نبت بدون ألف على اللغة الشائعة، فلا شاهد فيه لمجيء أنبت بمعنى نبت.
والبيت من قصيدة لزهير بن أبي سلمى، مدح بن سنان ابن أبي حارثة المري، وقبله:
إذا السَّنة الشَّهباء بالناس أجحفت ... ونال كرام المال في الحجرة الأكل
السنة الشهباء: البيضاء من الجدب، لا يرى فيها خضرة. وقال الأعلم: الشهباء: البيضاء من الجدب لكثرة الثلج وعدم النبات. وروى صعوداء:"إذا السنة الحمراء" وقال: هي التي يحمر فيها آفاق السماء من شدة الجدب. وأجحفت