بتقديم الجيم على الحاء المهملة، أي: أضرت بهم، والجحرة، بفتح الجيم وسكون المهملة: السنة الشديدة البرد التي تجحر الناس في البيوت. وقوله: ونال كرام المال ... إلخ، يعني أن أصحابها ينحرونها ويأكلونها.
وقوله: رأيت ذوي الحاجات، نص أكثرهم على فتح التاء للخطاب، ويجوز ضمها. والحاجة: الفقر، والقطين: جمع القاطن، وهو الساكن في الدار، يعني أن الفقراء يلزمون بيوت هؤلاء القوم يعيشون في أموالهم حتى يخصب الناس وينبت البقل، وهو كل نبات اخضرت به الأرض، قال ابن فارس: وأبقلت الأرض: أنبتت البقل، وقال ابن قتيبة في كتاب "أبيات المعاني" بعد إنشاده هذا البيت: القطين: الحشم والأهل، يقول: يلزمونهم حتى يسمنون، وجمع القطين: قطن، وقال جرير يهجو رهط الأخطل:
هذا ابن عمّي في دمشق خليفة ... لو شئت ساقكم إليَّ قطينا
فقيل: يا أبا حزرة، ما وجدت في تميم مفخرًا تفخر به عليهم حتى فخرت بالخلافة! لا والله ما صنعت شيئًا في هجائهم. والقطين فيه: العبيد، والقطين في مكان آخر: السكان، قال الأخطل:
خفَّ القطين فراحوا منك أو بكروا
والقطان: المقيمون، واحدهم قاطن. انتهى كلام ابن قتيبة.
و"إذا" هنا مجردة عن الظرفية، قال أبو البقاء في "شرح الإيضاح"