ثم شد عليه فكسره، ثم أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال:"ما اسمك؟ " فقال: غاوي بن عبد العزى، فقال:"أنت راشد بن عبد ربه" فأسلم وحسن إسلامه، وشهد الفتح مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير قرىً عربيةٍ خيبر، وخير بني سليم راشد" وعقد له على قومه. انتهى كلامه. وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ببغداد.
وقال شارحه الآخر أبو محمد عبد الله بن السيد البطليوسي: البيت لغاوي بن ظالم السلمي، ويروى لأبي ذو الغفاري، ويروى للعباس بن مرداس السلمي، ورواه جمهور اللغويين كما روى ابن قتيبة. انتهى. وتوفي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة.
وكابن قتيبة كتب الجوهري – ومات في سنة ست وثمانين وثلاثمائة – وكتب ابن بري في "أماليه" عليه نسبة البيت إلى أحد الثلاثة الذين ذكرهم ابن السيد، ولم يزد على ذلك، وتوفي بمصر في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وكتب ياقوت بن عبد الله الكاتب في هامش "صحاح الجوهري": قائل البيت عادي بن ظالم السلمي، ويروى لأبي ذو الغفاري، ويروى لعباس بن مرداس بن عبد يغوث الظفري، خرج هو ونفر من قومه إلى صنم كانوا يعظمونه، واسم الصنم: سواع، وكان بالعلاة برهاط، فذبحوا عنده شاة لهم وأقاموا، ثم غفلوا غفلة، فأتى ثعلبان فرمّ موضع الذبيحة، ثم صعد الصخرة فبال عليها، فرأى ذلك ظالم، ففكر فيه ثم قال:
ما عذر من أمسى يدين لصخرة ... ظنون لها فرع منيف وجانب
يؤمِّلها جهلًا ويرجو نجاحها ... وهل في السِّلام الصُّم ما أنت طالب