للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلثمت فاها .. قال الشيخ: البيت لجميل بن معمر، وليس لعمر. والنزيف: المحموم الذي منع من الماء، ولثمت فاها: قبلته، ونصب شرب على المصدر المشبه به، لأنه لما قبلها امتص ريقها، فكأنه قال: شربت ريقها كشرب النزيف للماء البارد، وقبله:

قالت وعيشِ أبي وحرمة إخوتي ... لأنبِّهَّن الحي إن لم تخرجِ

فخرجتُ خيفةَ قولها فتبسَّمَت ... فعلمت أن يمينها لم تحرجِ

انتهي. وأورد المبرد في "الكامل" البيت الشاهد مع أبيات آخر غفلاً، أي: غير منسوبة لأحد، قال: وأنشدني أبو العالية:

ما زلت أبغي الحي أتبع ظلَّهم ... حتى دُفِعتُ إلى ربيبة هودجِ

قالت وعيشِ أبي وأكبر إخوتي ... لأنبئن الحي إن لم تخرجِ

فخرجت خيفة قولها فتبسمت ... فعلمت أن يمينها لم تحرجِ

فلثمت فاها .. البيت. وزاد فيها الجاحظ عمرو بن بحر:

وتَناوَلَت رِأسي لتعرف مسه ... بمخضبِ الأطراف غير مشنجِ

تقول العرب: هودج، وبنو سعد بن زيد مناة ومن وليهم يقولون: فودج.

وقوله: فعلمت أن يمينها لم تحرج، يقول: لم تضق عليها، يقال: حرج يحرج – أي: من باب فرح – إذا دخل في مضيق، والحرجة: الشجر الملتف المتضانق ما بينه، قال الله تعالي: (فلا يكن في صدرك حرج منه) [الأعراف /٢] وقوله: ببرد ماء الحشرج، فهو الماء الجاري على الحجارة، انتهي كلام المبرد.

وكتب الحافظ مغلطاي في هامشه عند الأبيات: هذا الشعر لجميل بن معمر،

<<  <  ج: ص:  >  >>