قميص ما يفارقني حياتي .. أنيسي في المقام وفي الشخوص
وجعلت أنزل بنزولها وأركب بركوبها، حتى كنا من الشام على ثلاث وجعلت أنزل بنزولها وأركب بركوبها، حتى كنا من الشام على ثلاث مراحل، فاستقبلنا عبد الملك مع خاصته، فدخل إليها ثم قال لها: يا رمله، ألم أنهك أن لا تطوفي إلا ليلاً يحفك الجواري، ويحف الجواري الخدم، ويحف الخدم الوكلاء، لئلا يراك عمر أبن أبي ربيعة! قالت: والله، وحياة أمير المؤمنين ما رآني ساعة واحدة قط، فخرج من عندها، فبصر بمضربي [ف] قال: لمن هذا المضرب؟ قيل: لعمر أبن أبي ربيعة، قال: علي به، فأتيته بلا رداء ولا حذاء، فدخلت عليه وسلمت عليه فقال: يا عمر، ما حملك على الخروج من الحاجز من غير إذني؟ قلت: سوقًا إليك يا أمير المؤمنين، وصبابة إلى رؤيتك، فأطرق مليًا ينكث في الأرض بيده، ثم رفع رأسه فقال: يا عمر هل لك في واحدة؟ قلت: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رملة أزوجكها، قلت يا أمير المؤمنين، وإن هذا لكائن؟ ! قال: إي ورب السماء، ثم قال: قد زوجتكما، فادخل عليها من غير أن تعلم، فدخلت عليها فقالت: من أنت هبلتك أمك؟ قلت:
يا سيدتي أنا المعذب في الثلاث، فارتحلت وأنا عديلها، ثم أنشأت أقول:
لعمري لقد نلتُ الذي كنتُ أرتجي ... وأصبحتُ لا أخفي الذي كنت أُحذرُ
فليس كمثلي اليوم كسري وهرمز ... ولا الملكُ النعمان مثلي وقيصر
فلم أزل معها بأحسن عيش وغبطة. هذا آخر ما حكاه الجاحظ