للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشفران يلتقيان على المقلة، ونحو: {لتنوء بالعصبة} [القصص/٧٦] فلما كانت العصبة تنوء بالحمل، والحمل ينوء بها، لم تبل أيهما تقول، ومثلها: إنها تنوء بعجيزتها، ومثله: {كماء أنزلناهُ من السماء فاختلف به نبات الأرض} [الكهف/ ٤٥] وإنما الماء يختلط بالنبات، إلى هناك كلام ابن خلف. وكأنه أراد استقصاء أمثله القلب، شكر الله صنيعه، وإنما هذا الذي ساقه المشهور منه.

والبيت من شواهد سيبوية، وهو ثاني بيت من أبياته أورده في أول كتابه في باب ما يحتمل الشعر، قال: أعلم أنه يجوز في الشعر ما لا يجوز في الكلام من صرف ما لا ينصرف، يشبهونه بما ينصرف من الأسماء، وحذف ما لا يحذف، يشبهونه بما قد حذف واستعمل محذوفاً، كقول العجاج:

قواطنًا مكّة من ورق الحمي

يريد: الحمام، وقال خفاف بن ندبة: كنوح ريش حمامة .. البيت قال أبوجعفر النحاس: قال علي بن كيسان: إنما كان حقه أن يكون: كنواحي ريش، لأن هذه الياء إنما يحذفها التنوين، ولكنه اجترأ على حذفها إذا كان مضافاً إلى اسم ظاهر، بناه على أن يصل إلى الوقف عليه، قال محمد بن يزيد: جعلها بمنزلة الياءات التي تحذف في الوقف في الفواصل والقوافي، انتهي.

وقال الأعلم: أراد كنواحي ريش، فحذف الياء في الإضافة ضرورة، تشبيهاً لها بما في حال الإفراد والتنوين وحال الوقف، وصف في البيت شفتي المرأة، فشبهها بنواحي ريش الحمامة في رقتها وإطافتها وحوَّنها، واراد أن لثانها تضرب إلى السمرة، فكأنها مسحت بالإثمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>