للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخالديان في "شرح ديوان مسلم بن الوليد": شبه شفتيها واللمي الذي فيها بقادمتي حمامة، والقوادم أشد سودًا من الخوافي، فلذلك خص القوادم.

وأسف: ذرَّ، والثة: اللحم الذي في الأسنان، هذا قول الأصمعي، وقال ابن الأعرابي: إنما عني أصبعيها، وشبهها بقادمتي حمامة وأن أطرافها مخضبة، فذكر أنها تستاك بإصبعين كقادمتي الحمامة، وأخذ هذا المعني الأعشي فقال:

تجلو بقادمتي حمامة أيكةٍ ... بردًا أسفَّ لثاته بسواد

ذكر أنها حماء الشفتين، وهي الليمياء، والعرب إذا وصفت بياض الثغر خلطت بذلك سواد اللثة، وأول من اخترع ذلك امرؤ القيس بقوله:

منابته مثل السَّدوس ولونه ... كشوك السَّيال وهو عذب يفيص

السدوس: النيلج، فأراد أن منابته تضرب إلى السواد، والسيال: نبت له شوك أبيض أصوله مثل الثنايا، وقد أخذ الأعشي قول امرئ القيس فقال:

باكرتها الأغراب في سنة النَّو ... م فتجري خلال شوك السَّيال

وما أحسن ما أخذه أبو تمام بقوله:

كان شوك السَّيال حسنًا فأمسي ... دونه للبعاد شوك القتاد

<<  <  ج: ص:  >  >>