للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحوه. انتهي. وهذا شيء يتعجب منه.

والبيت من قصيدة طويلة تزيد على ستين بيتًا لحيم عبد بني الحسحاس، كلها نسيب وغزل بعميرة بنت سيدة، وغيرها من النساء، وسحيم: مصغر أسحم وكان عبداً أسود من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام، قال اللخمي: كان مولي حسيم جندل بن معبد من بني الحسحاس، وكان أعدمي اللسان، ينشد الشعر ويقول: أهشند والله، يريد: أحسنت والله، وكان عبد الله بن أبي ربيعة قد اشتراه، وكتب إلى عثمان بن عفان رضي الله تعالي عنه: إني قد ابتعت لك غلامًا شاعرًا حبشيًا، فكتب إليه عثمان: لا حاجة لي به فاردده، فإنما قصارى أهل العبد الشاعر إن سبع أن ينسب بنسائهم، وإن جاع أن يهجوهم! فرده عبد الله، فاشتراه أبو معبد، فكان كما قال عثمان رضي الله تعالي، شبب ببنته عميرة، وفحش بها وشهرها، فقتله سيده، ومما قال منها في هذه القصيدة:

توسِّدني كفا وتثني بمعصم ... عليَّ وتحوي رجلها من ورائيا

فما زال بردي طيّبًا من ثيابها ... إلى الحول حتى أنهج البرد باليا

والحسحاس بمهملات: هو ابن نفاثة بن سعد، وينتهي إلى أسد بن خزيمة.

وفي "كامل" المبرد: ان عبد بني الحسحاس يرتضخُ لكنه حبشية، فلما أنشد عمر ابن الخطاب، (رضي الله تعالي عنه) هذا المطلع قال له عمر: لو كنت قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك، أي: لأعطيتك شيئًا، فقال سحيم: ما سعرت،

<<  <  ج: ص:  >  >>