التقدير: وقولكم: يا رحمن قربانا، وقال ابن عطية: يا الله، في موضع رفع بتقدير زيادة الخافض، وفائدة زيادته تبيين معني الأمر في صورة الخبر، أي: اكتفوا بالله، فالباء تدل على المراد من ذلك، وهذا الذي قاله ابن عطية ملفق بعضه من كلام الزجاج، وهو أفسد من قول الزجاج، لأنه زاد على تناقض اختلاف الفاعل تناقض اختلاف معني الحرف [إذا]، بالنسبة لكون الله فاعلاً هو زائد، وبالنسبة إلى أن معناه: اكتفوا بالله، هو غير زاد، وقال ابن عيسي: إنما دخلت الباء في "كفي بالله" لأنه كان يتصل اتصال الفاعل، وبدخول الباء اتصل اتصال المضاف، واتصال الفاعل، لأن الكفاية منه ليست كالكفاية من غيره، فضوعف لفظها لمضاعفة معناها. انتهي. وهو كلام يحتاج إلى تأويل، وقد تقدم الكلام علي (كفي بالله) في قوله: {فاشهدوا عليهم وكفي بالله حسيبًا) [النساء/٦] لكن تكرر هنا لم تضمن من مزيد نقول ورد بعضها.