وخبر "ليس" وفاعل: كفي" ومفعوله، وفاعل "أفعل" بمعني: ما أفعله، وما عدا هذه المواضع لا تزداد فيها الباء إلا في ضرورة، أوشاذ من الكلام يحفظ ولا يقاس عليه، انتهي، وزعم الأعلم وابن الشجري: أن زيادة الباء فيه ليست للضرورة، قالا: إن الباء زائدة بمنزلتها في: {كفي بالله شهيداً}[الرعد/٤٣ والإسراء/٩٦] وحسن دخولها في "ما" أنها مبهمة مبنية كالحرف، فأدخل عليها حرف الجر إسعاراً بأنها اسم، وقيل: إن الباء غير زائدة، ويأتي، وتنمي، تنازعاً قوله: "بما" الأول يطلبه للفاعلية، والثاني للمفعولية، فأعمل الثاني على المختار، وأضمر الفاعل في الأول، وهو ضمير "ما لاقت" بتقدير مضاف، أي: خبر ما لاقت، وسيذكر المصنف في بحث الجملة المعترضة من الباب الثاني: أنه مرجوح، وقيل: لبون: فاعل يأتي، على تقدير مضاف، أي: ألم يأتيك خبر لبونهم؟ ويكون في "لقت" ضمير يعود إلى بنون لأن لبونًا في نية التقديم، فتكون الباء متعلقة بـ "يأتي"، وفيه التنازع مع إعمال الأول على خلاف المختار، وفيه تغسف، لتقدير المضاف في الأول، وعدمه في الثاني، وقيل: فاعل "يأتي" مضمر، والباء متعلقة به، والتقدير: ألم يأتيك النبأ بما لاقت؟ ودل على النبأ قوله: والأنباء تنمي وقال ابن جني في "المجتسب": زاد الباء في "بما لاقت" لما كان معناه: ألم تسمع بما لاقت لبونهم انتهي.
يريد: أنه من قبيل التضمين.
وفي البيت شاهد ثان، وهو الاعتراض بجملة "والأنباء تنمي" بين الفعل والفاعل، وأورده المصنف في بحث "الجملة المعترضة" وشاهد ثالث، وهو أن حرف العلة قد لا يحذف مع الجازم ضرورة، وأورده سيبويه في موضعين من كتابه، على أنه أثبت الياء في حال الجزم ضرورة؛ لأنه إذا اضطر ضمها في حال.