للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرفع تشبيهاً بالصحيح، قال الأعلم: وهي لغة ضعيفة، فاستعلمها عند الضرورة، وهذا قول الزجاجي في "الجمل" وتبعه الأعلم، قال ابن السيد في "شرح أبيات الجمل، وقوله: إنه لغة، خطأ ومثله للصفار في "شرح الكتاب" قال: إثبات حروف العلة في المجزوم ضرورة، نحو: ألم يأتيك ... ، وقيل: إنه لغة، يعرب بحركات مقدرة، والصحيح أنه ليس لغة، ولا أعلم من قاله غير الزجاجي، ولا سند له فيه، ومما يدل علي أنه غير معرب بحركات مقدرة أنهم لا يقولون: لم تخشي؛ لأنه لا يظهر يه حركة بوجه، بخلاف الياء، فإنق لت: إنه سمع في قوله تعالي: {لا تخف دركًا ولا تخشي} [طه/٧٧] وقوله:

إذا العجوزُ غضبت فطلًّق ... ولا ترَّضاها ولا تملَّق

قلت: لا دليل فيه كما زعمت، لأن الأول مقطوع، أي: وأنت لا تخشي، أي: في هذه الحال، وكذا ولا ترضاها، أي: طلقها، وأنت لا تترضاها، ثم قال: ولا تملق، فلا دليل فيه، انتهي.

وقال ابن خلف: هذا البيت، أنشده سيبويه في باب الضرورات، وليس يجب أن يكون منها؛ لأنه لو أنشد بحذف الياء لم ينكسر، وإنما موضع الضرورة ما لا يجد الشاعر منه بدًا في إثباته، ولا يقدر على خلافه؛ لئلا ينكسر الشعر، وهذا يسمي في عروض الوافر المنقوص، أعني: إذا حذف الياء، من قوله: "ألم يأتيك" هذا كلامه، ولا يخفي أن ما فسر به الضرورة مذهب مرجوح مردود،

<<  <  ج: ص:  >  >>