على أن الباء زائدة في الفاعل للضرورة، والأصل أودي نعلاي، قال أبو علي في "كتاب الشعر": يجوز أن تكون الباء زائدة، كأنه قال: أودي نعلاي، فلحقت الباء، كما لحقت في (وكفي بالله)[الأحزاب/٣] فإن قلت: فلم لا تجعل الباء زائدة في المفعول به؟ ويكون الفاعل مضمرًا كأنه قال: أودي مودِ بنعلي، فتضمره للدلالة عليه، كما أضمر في قوله تعالي:{ثم بدالهُم}[يوسف/٣٥] فالقول: إن هذا أضعف؛ لأنه ليس في مود الذي تضمره زيادة على ما استفدته في قوله: أودي، وليس قوله سبحانه:(ثم بدا لهم) كذلك؛ لأن البدا والبداء قد صار بمنزلة المذهب في قولك: ذهب به من ذهب، وسلك به مسلك، فإن قلت: فلم لا تجعل فاعل أودي ذكراً يعود إلى قوله: مهما لي الليلة؟ فإن ذلك أيضاً ليس بالقوي؛ لأن المعني يصير كأنه أودي شيء بنعلي، فغذا جعلت الباء لاحقة للعامل، كان أشبه، ولا تزيد مع الفاعل من الحروف الجارة غير الباء في قوله سيبويه في الإيجاب، كما لم تزد فيه غير الباء في المبتدأ، انتهي كلام أبي علي.
وذهب ابن الحاجب في "أمالية" إلى أن الباء للتعدية، قال: والباء باء التعدية، يعني: أذهبها، وأظلها عني، يقال: أذهبته، وذهبت به، بمعني واحد هذا كلامه.
واختار المصنف قول ابي علي، لكنه لم يقيده بالضرورة، ويمكن أن تؤخذ من قوله: فالقول إن هذا أضعف، وقول المصنف في توجيه كلام ابن الحاجب: ويصح أن يكون التقدير: أودي هو ... الخ؛ قد رأيت أن أبا علي قد رده،