ووصف الريق البارد بأنه بسام، من باب وصف الشيء بصفة محله، لأن التبسم صفة الثغر، وقال ابن حبيب جامع "ديوان حسان بن ثابت"، أراد: تسقي باردًا، فأقحم الباء. قال يوسف بن الحسن السيرافي في "شرح أبيات الغريب المصنَّف" أراد: تسقي الضجيع باردًا بسامًا، والباء زائدة، وقد جاء مثله:
فسقيت بالماء النَّمير ولم ... أترك الاطم حمأة الجفر
ومعنى تبلت فؤادك: أصابته بتبل، والتبل: الدخل، والوتر، وأراد بالبارد البسام: ثغرها. انتهى. ومثله في "كامل المبرد". قال: أصل التبل: الترة، يقال: تبلي عند فلان، وأنشد هذا البيت لحسان، وقال: الخريدة: الحيية. قال الدمامييني: والمراد بالضجيع: ضجيع تلك الخريدة، وهو الذي يضع جنبه على الأرض إلى جانبها، ويمكن أن تكون الباء في هذا البيت للاستعانة مثل: سقيته بالقدح، والمراد بالبارد البسام: الثغر، والمفعول الثاني محذوف، التقدير: تسقي الضجيع ريقها بثغر بارد بسام، وأما على ما قاله المصنف: فتكون الباء زائدة، وفيه نظر، لأن المراد بالبارد: الثغر، بدليل وصله ببسام، وهو لا يسقى، لكن يجوز أن يكون على حذف مضاف، وعليه يكون في البيت زيادة ونقص. انتهى. ويكون التقدير: بربق ثغر بارد بسام، ووصف الثغر بالبارد من باب وصف المحل بصفة الحالّ، واعترض عليه بأنه لا يلزم على قول المصنف أن يكون الثغر مسقيًا حتى يتكلف له بتقدير مضاف، فيجتمع تقدير الزيادة والنقص، لأنا نقول: هو من وصف الشيء بصفة محله، ولكل وجهة، وقد حكم المصنف على زيادة هذه الباء بالقلة. قال المحقق الرضي: وتزاد – أي: الباء – قياسًا في مفعول علمت، وعرفت، وجهلت، وسمعت، وتيقنت، انتهى. وكأن الكلمة الأخيرة، وهي من التيقن، تحرفت في نسخة الدماميني بسقيت، فنقل