كلام الرضي في "المزج" وقال: جعلها قياسًا فيما ادعى المصنف فية القلة بالنسبة إلى سقيت. وروي في البيت:"تشفي" من الشفاء. قال ابن الملا: فالضجيع: المضطجع من مرض المحبة، والباء غير زائدة، بل هي للاستعانة، ويجوز أن يراد بالبارد: الثغر، لأن الشفاء إذا كان بريقه صحت نسبته إليه أيضًا، ولا مجاز في الصفة، وأن يراد به الريق، والمجاز فيها. انتهى.
والبيت من قصيدة لحسان بن ثابت ذكر فيها الحارث بن هشام المخزومي وهزيمته يوم بدر، ثم أسلم وحسن إسلامه، واستشهد بأجنادين، رحمه الله تعالى، وهي قصيدة طويلة أوردها عبد الملك بن هشام في فصل:"ما قيل من الشعر في يوم بدر" قال السهيلي في "الروض الأنف": وفي شعر حسان:
تبلت فؤادك في المنام خريدة
يجوز أن يكون أراد بالمنام: النوم، وموضع النوم، ووقت النوم، لأن مفعلاً يصلح في هذا كله من ذوات الواو، وقد تسمي العين أيضًا منامًا، لأنها موضع النوم، وعليه حمل تأوُّل قوله تعالى: } إذ يريكهم الله في منامك قليلاً {[الأنفال/ ٤٣] أي: في عينك، ويقويه قوله سبحانه: } ويقللكم في أعينهم {[الأنفال/ ٤٤] ولا فرق عند النحويين بين مفعل في هذا الباب، وفعل نحو: مضرب وضرب، ومنام ونوم، وكذلك هما في التعدية سواء، نحو: ضرب زيد عمرًا، ومضرب زيد عمرًا، وأما في حكم البلاغة والعلم بجوهر الكلام فلا سواء، فإن المصدر إذا حددته قلت: ضربة ونومة، ولا تقول: مضربة ولا منامة، فهذا فرق، وفرق آخر، تقول: ما أنت إلا نوم، وإلا سير، إذا قصدت به التوكيد، ولا يجوز: ما أنت إلا منام، وإلا مسير، ومن جهة المصدر: إن الميم لم تزد