فقلت لرب الناب خذها ثنية ... وناب علينا مثل نابك في الحيا
وجملة يقول: معطوف على جملة يرجو, وقوله: من طمع, رواية الكثيرين «من فرح» ومن تعليلية, ويجوز أن تكون ابتدائية, وهيا ربا: مقول القول, وربا: منادى مضاف إلى ياء المتكلم المنقلبة ألفًا, والمقصود بالنداء محذوف لظهوره.
شبه محبوبته في شدة رغبة مجيئها إليه بقطر قد اشتدت حاجة راعي الماشية إليه, لتوالي أعوام المحل عليه, فلما سمع صوت قطرات المطر أمال أذنه ليسمعه, ويتحقق نزوله راجيًا أن يكون خصبًا مربعًا, أو غنيًا سريعًا, وقائلاً من شدة فرحه:
يا رب حقق رجائي:
ولقد أجاد الدماميني في قوله: والمعنى رجا أن يكون ما سمعه من وقع ذلك القطر اليسير مقدمة مطر عظيم. وابن الملا الحلبي أطال وما أجاد, وهذا كلامه: الحيا بالقصر المطر, وبالمد الاستحياء, وجملة: يسمعه مستأنفة لبيان وجه التشبيه, وضميره عائد على الحديث أو على القطر, والجملة صفة له, لأن تعريفه جنسي, وعطف أصاخ على يسمعه, لأنه في معنى يصيخ, والعدول إلى الماضي للدلالة على التحقق, واسم يكون ضمير عائد إلى حديثها المسموع إن كانت ناقصة, أو الحيا مرفوعها إن كانت تامة, والواو من: ويقول, استئنافية, والفعل بعدها مرفوع, لا عاطفة, وهو منصوب, لأو رجاء القول غير مراد, والمعنى: أن حديث هذه المحبوبة كالقطر إذ به حياة النفوس, كما أن بذاك حياة البقاع, فهو إذا سمعه راعي الماشية, في سنين توالي جدبها, ظنه غيثًا, فألقى إليه سمعه راجيًا أن يكون غيثًا على التحقيق, وأخذ يقول: يا رب حقق ذلك, أو أن حديثها كالقطر المسموع للراعي المذكور, وعليه فرجاء كونه حيًا, أو وجدانه مع أنه مسموع له, لأنه مقدمته, والتشبيه على الأول تشبيه مفرد بمفرد, وعلى الثاني تشبيه مفرد بمركب, ويمكن أن يدعي أن هذا الراعي لما توالت عليه سنو