للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع أبيات أخر، ولم يزل يصير إليها إلى أن أخبر بذلك أصحابه، وفيهم الطماح بين قيس الأسدي، فقال له: ائتنا بأمارة، فأتاه بقارورة من طيب الملك، وذلك بغلبة سكره. وكان أبو أمرئ القيس قد قتل قيسًا أبا الطماح، فتحيل الطماح حتى أخذها، فأنفذ بها إلى قيصر، وأخبره بالحديث، فعرفه وعلم صحته. ثم إن امرأ القيس ندم على إفشاء سره إلى الطماح، ففي ذلك يقول:

إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شيءٍ سواه بخزّان

فلما ذهب امرؤ القيس بالجيش الذي أمده به قيصر أتى الطماح إلى قيصر، وقد تغير على امرئ القيس، فقال: أيها الملك: أهلكت جيشًا بعثته مع المطرود الذي قتل أبوه وأهل بيته، وما تريد إلى نصره؟ ! وكلما قتل بعض العرب بعضًا كان خيرًا لك! قال: فما الرأي؟ قال: أن ترد جيشك، وتبعث إلى امرئ القيس بحلة مسمومة؛ ففعل، فدخل امرؤ القيس الحمام فاطّلى ولبسها، وقد رق جلده لقروح كانت به، فتساقط لحمه، ورد قيصر جيشه، وقدم امرؤ القيس أنقرة، فأقام بها يعالج قروحه إلى أن هلك بها. انتهى.

والهمزة في "أيقتلني" للاستفهام الإنكاري. والمشرفي: منسوب إلى مشارف؛ قال أبو عبيدة: مشارف: قرى من أرض العرب، تدنو من أرض الريف، يقال: سيف مشرفي، ولا يقال: مشارفي، لأن الجمع لا ينسب إليه. انتهى. والواو: واو الحالية. ومضاجعي: أراد به ملازمي. والمسنونة: المحددة، من سن السيف: إذا حدده، وأراد بها نصال النبال، وهذا يدل على اهتمام صاحبها بها،

<<  <  ج: ص:  >  >>