على أن الفاء زائدة، قال ابن مالك في "شرح العمدة": زعم الأخفش أن الزائد في هذا البيت "ثم" لا الفاء، والفاء أولى بالزيادة، لأن زيادتها قد كثرت وزيادة ثم لم تكثر، ولأن زيادة حرف واحد أولى من زيادة ثلاثة أحرف. انتهى. وهو في هذا تابع لابن جني، قال في "سر الصناعة": الفاء زائدة، لأن الفاء قد عهد زيادتها، وكذا في كتاب "الضرائر" لابن عصفور، قال: ومن زيادة الفاء قوله:
يموت أناسٌ أو يشيب فتاهم ... ويحدث ناس والصغير فيكبر
يريد: والصغير يكبر، وقول أبي كبير:
فرأيت ما فيه فثمَّ رزئته ... فلبثت بعدك غير راضٍ معمري
يريد: ثم رزئته، وقول الأسود بن يعفر:
فلنهشلٌ قومي ولي في نهشلٍ ... نسبٌ لعمر أبيك غير غلاب
زاد الفاء في أول الكلام لأن البيت أول القصيدة. انتهى. وقال الرضي في بحث كي من نواصب الفعل: ويعتذر لتقدم اللام عليها في نحو: (لكيلا تأسوا)[الحديد/ ٢٣] وتأخره عنها في نحو قوله:
كي لتقضيني رقيَّة ما وعدتني ...
أن كي المتأخرة في الأول بدل من اللام المتقدمة، واللام المتأخرة بدل من كي. المتقدمة في الثاني، وقد يبدل الحرف من مثله الموافق له في المعنى، قال: