انتهى. وقال أيضًا في الحروف العاطفة: قيل: الفاء زائدة، وقيل: بل الزائد ثم لحرمة الصدر، وقال السيوطي في الحاشية: وقال النيلي: جمع في هذا البيت بين الفاء وثم، وبينهما تناف، لما تقتضيه الفاء من الاتصال، وثم من الانفصال، فقد قيل: إن الفاء زائدة، والذي أراه أنها للترتيب المتصل في الحكم، كأن الشاعر أخبر بالحكم الثاني عقب إخباره بالحكم الأول بلا مهلة وإن كان بين الحكمين في الوجود مهلة وتراخ. انتهى. ونقل عن السيرافي أيضًا في شرح الأبيات أنه قال: الأجود: فثمّ بفتح المثلثة، لكراهة دخول العاطف على عاطف. والبيت هكذا أنشده ابن مالك في "شرح العمدة" وأنشده في شرحي "التسهيل" و"الكافية" بلفظ:
أراني إذا ما بتُّ بتُّ على هوىً ... فثم إذا أصبحت أصبحت غاديا
وهذا هو المروي في ديوان زهير، وبعده:
إلى حفرة أهوى إليها مقيمة ... يحثّ إليها سائقٌ من ورائيا
وتقدم إنشاد أبيات كثيرة من أول هذه القصيدة في الإنشاد الثالث والثلاثين بعد المائة. قوله: بتّ على هوى، قال الأعلم في شرح الأشعار الستة: أي: لي حاجة لا تقضي أبدًا، لأن الإنسان ما دام حيًا فلابد من أن يهوى شيئًا ويحتاج إليه. انتهى. وغاديًا بالغين المعجمة.